وأنشد أبو علي في الباب.
(282)
وكأنَّ حيَّاً قبله لم يشربوا ... منها بأقلبةٍ أجنَّ زعاقِ
أنشد أبو زيد هذا البيت، لجبار بن سلمى.
الشاهد فيه
قوله: "أقبله"، جمع قليب، والقليب: البئر، سيذكر ويؤنث، فيجوز أن تكون "أقلبة"، جمعاً على رأي من أنث، كأسمية. ويجوز أن تكون، على رأي من ذكر، كرغيف وأرغفة.
وقوله: "أجن" فعل، وفيه ضمير راجع على الأقلبة، في موضع الصفة ومعناه: تغيرن. والآجن: الماء المتغير.
والزعاق: الماء المر، الذي لا يطاق شربه، الواحد والجميع فيه سواء، وأزعق الرجل: أنبط ماء زعاقاً. وبئر زعقة: مرة. وطعام زعاق: كثير الملح، وزعق القدر يزعقها زعقاً، وأزعقها: أكثر ملحها.