رفعت «السابقين» الأولين بالآخرين والآخرين بالأولين. وإن شئت جعلت «السابقين» الآخرين نعتًا للأولين، ورفعت الأولين بما عاد من (أولئك المقربون) [11]. فمن الوجه الأول يحسن الوقف على السابقين الآخرين. ومن المذهب الثاني لا يحسن الوقف عليهم. قال أبو بكر: ومن حمل الآية الأولى على معنى «فأصحاب الميمنة الذين يعطون كتبهم بأيمانهم هم أصحاب الميمنة»، أي: هم أصحاب التقدم والثرة وعلو المنزلة، جاز له أن يرفع «الأصحاب» الأولين بالأصحاب الآخرين، والآخرين بالأولين. وتكون (ما) توكيدًا لا موضع لها من الإعراب، يقول الرجل من العرب لمخاطبة: اجعلني في يمينك ولا تجعلني في شمالك، أي. أجعلني من أهل التقدم عندك ولا تلحقني تقصيرًا وتأخيرًا؛ فاليمين كناية عن التقدم، والشمال كناية عن التأخر، أنشدنا أبو العباس لابن الدمينة: