فالحرفية خمسة أنحاء: نافية، وكافة، وزائدة، ومسلطة، ومغيرة.
فأما النافية فإنها تدخل على الاسم كقولك: ما زيد قائم، وعلى الفعل، كقولك: ما قام زيد، وهي إذا دخلت على الاسم الذي هو مبتدأ له خبر، فيها اختلاف بين الحجازيين والتميميين، فالحجازيون يجرونها مجرى ليس، فيرفعون بها الاسم، وينصبون الخبر، وبهذا نزل القرآن، قال تعالى: (ما هذا بشرا)، فنصب خبرها، وقال تعالى: (ما هن أمهاتكم)، فنصب أيضا الأمهات، بكون الكسرة علامة للنصب، والتميميون يلغونها، ووجه الإعراب عندهم: "ما هذا بشر"، "ما هن أماتهم" برفع التاء في الأمهات.
وأما الكافة فتدخل على: إن، وليت، ولعل، وكأن، فتقول: إنما، ليتما، لعلما، كأنما، فيبطل ما عمل ما اتصلت به من هذه الحروف.
وأما الزائدة فكقوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم).
وأما المسلطة فكقولك: حيثما تكن أكن، إن حيث لو تجردت من ما لم تجزم تكن، فلما اتصل بها حرف ما سلطها على جزم هذا الفعل، فكأنه سلطها العمل، بما أحدث فهيا من معنى الشرط.
وأما المغيرة، فكقوله تعالى: (لو ما تأتينا بالملائكة) فإن حرف لو إنما وضع ليدل على امتناع الشيء لامتناع غيره، وهي في هذه الآية للتحضيض، فمعنى: (لو ما تأتينا بالملائكة) هلا تأتينا بالملائكة.
وأما الاسمية فخمسة أنحاء أيضا:
شرطية كقولك: ما تفعل أفعل.
وتعجبية كقولك: ما أحسن زيدا.
واستفهامية كقولك، ما عندك؟
وموصولة، تكون بمعنى الذي كقولك: ما يعطيني أتصدق به.
وموصوفة ولا تكون إلا نكرة كقول الشاعر:
ربما تجزع النفوس من ... الأمر له فرجه كحل العقال
و"ما" هاهنا نكرة لأنها دخل عليها حرف "ب"، وهو لا يدخل على المعارف، وقد عد في أقسامها مع ما ذكرناه الظرفية والمصدرية: