يخاف غير الله تعالى. قال تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ1 كَانَ آمِناً} ثم هذا الأمن له والعرب يعيشون في جاهلية جهلاء وفوضى لا حد لها، ولكن الله جعل في قلوبهم حرمة الحرم وقدسيته ووجوب أمن كل من يدخله ليحجه أو يعتمره، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ2 سَبِيلاً} ، لما ذكر تعالى البيت الحرام وما فيه من بركات وهدايات وآيات ألزم عباده المؤمنين به وبرسوله بحجه ليحصل لهم الخير والبركة والهداية، ففرضه بصيغة: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ} وهي أبلغ صيغ الإيجاب، واستثنى العاجزين عن حجه واعتماره بسبب مرض أو خوف قلة نفقة للركوب والإنفاق على النفس والأهل أيام السفر.

وقوله تعالى في آخر الآية: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} فإنه خبر منه تعالى بأن من كفر بالله ورسوله وحج بيته بعد ما ذكر من الآيات والدلائل الواضحات فإنه لا يضر إلا نفسه، أما الله تعالى فلا يضره شيء وكيف وهو القاهر فوق عباده والغني عنهم أجمعين.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- ثبوت النسخ في الشرائع الإلهية، إذ حرم الله تعالى على اليهود بعض ما كان حلاً لهم.

2- إبطال دعوى دعوى اليهود أن إبراهيم كان محرماً عليه الإبل وألبانها.

3- تقرير النبوة المحمدية لتحدي اليهود وعجزهم عن دفع الحق الذي جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

4- البيت الحرام كان قبل بيت المقدس وأن البيت الحرام أول بيت وضع للتعبد بالطواف به.

5- مشروعية طلب البركة لزيارة البيت وحجه والطواف به والتعبد حوله.

6- وجوب الحج على الفور3 لمن لم يكن له مانع يمنعه من ذلك.

7- الإشارة إلى كفر من يترك الحج وهو قادر عليه، ولا مانع يمنعه منه غير4 عدم المبالاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015