الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذي الكمالات، وآله وصحبه ما أشرقت بنور ربها قلوب المؤمنين والمؤمنات.
وبعد: ففي الروضة الشريفة من المسجد النبوي الشريف، وبين العشائين من ليلة السبت الموافق لعيد الفطر المبارك من عام 1409 من الهجرة النبوية كتبت هذه الكلمة "الخاتمة" (لنهر الخير) على أيسر التفاسير، فكانت إحدى النعم التي والاه الله ذو الفضل والإنعام على أضعف عباده وأقلهم شأناً، وأدناهم فضلاً، ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وهو ذو الفضل العظيم.
لقد ابتدأت كتابة هذه الحاشية المباركة إن شاء الله تعالى في أواخر محرم الحرام وأنا بين خوف ورجاء: خوف من موافاة الأجل قبل إتمام العمل، إذ كثيرون ما أتموا ما بدأوا ولا أدركوا ما أملوا أذكر منهم الشيخين الجليلين: محمد عبده، وتلميذه محمد رشيد رضا، فقد بدءا تفسيرهما فتركه الأول في سورة النساء وتركه الثاني في سورة يوسف عليه السلام وأجابا نداء ربهما وتركا تفسيرهما لم يتماه ولم يكملاه لأمر أراده الله، فأعظم الله أجرهما وأحسن عزاءنا فيهما ونفعنا بتفسيرهما وقد فعل فله الحمد وله المنة فقد قرأت وطالعت (المنار) أكثر من أربع مرات، وكنت إذا وصلت إلى موضع انتهاء ما كان الشيخ رشيد يتلقاه عن شيخه ويقول إلى هنا انتهى ما كنت أتلقاه من الشيخ، يغلبني البكاء فأبكي ورأى أن رزية ما فوقها رزية في موت الشيخين قبل إتمام تفسيرهما.
واستجاب الله لي ووقاني كل ما يعوقني أو يعوقني عن إتمام هذه الحاشية التي أراها ضرورية لأيسر التفاسير الذي ما كتبته وجمعته إلا لعلمي بحاجة المسلمين اليوم إلى مثله فأتم الله علي نعمة من أجل النعم ومنةً من أعظم المنن فاللهم لك الحمد ولك الشكر حمداً لا ينتهي وشكراً لا ينقضي، وكما أنعمت وأفضلت فاغفر وارحم وأنت خير الراحمين واعف وتجاوز وأنت العفو الكريم، وصل وسلم وبارك على خاتم أنبيائك، محمد عبدك ورسولك وآله الطاهرين وصحابته أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
أبو بكر جابر الجزائري