75

شرح الكلمات:

{إِنْ تَأْمَنْهُ} : ائتمنه على كذا وضعه عنده أمانة وأمنه عليه فلم يخفه.

{بِقِنْطَارٍ} : وزن معروف، والمراد هنا أنه من ذهب بدليل الدينار.

{إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً} : أي ملازماً له تطالبه1 به ليل نهار.

{الأُمِّيِّينَ} : العرب والمشركين.

{سَبِيلٌ} : أي: لا يؤاخذنا الله إن نحن أكلنا أموالهم؛ لأنهم مشركون.

{بَلَى} : أي: ليس الأمر كما يقول اليهود من أنه ليس عليهم حرج ولا إثم في أكل أموال العرب المشركين بل عليهم الإثم والمؤاخذة2.

{لا خَلاقَ لَهُمْ} : أي: لا حظ ولا نصيب لهم في خيرات الآخرة ونعيم الجنان.

{وَلا يُزَكِّيهِمْ} : لا يطهرهم من ذنوبهم ولا يكفرها عنهم.

معنى الآيات:

مازال السياق الكريم في هتك أستار أهل الكتاب وبيان نفسياتهم المريضة وصفاتهم الذميمة ففي هذه الآية (75) يخبر تعالى أن في اليهود من إن أمنته على أكبر مال أداه إليك وافياً كاملاً، ومنهم من إذا أمنته على دينار فأقل خانك فيه وأنكره عليك فلا يؤديه إليك إلا بمقاضاتك له وملازمتك إياه ... فقال تعالى في خطاب رسوله: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ3 إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً} ، ويعلل الرب تعالى سلوكهم هذا بأنهم يقولون: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} أي: لا حرج علينا ولا إثم في أكل أموال العرب لأنهم مشركون فلا نؤاخذ بأكل أموالهم وكذبهم الله تعالى في هذه الدعوة الباطلة فقال تعالى: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أي: أنه كذب على الله ولكن يكذبون ليسوغوا كذبهم وخيانتهم.

وفي الآية الثانية (76) يقول تعالى: {بَلَى} أي: ليس الأمر كما يدعون بل عليهم الإثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015