يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} فهذه بشرى بقرب الفرج له ولأصحابه بعد ذلك العناء الذي يعانون والشدة التي يقاسون ومن ثم بشر1 صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه وهو يقول "لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين" وقوله {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} هذه خطة لحياة المسلم وضعت لنبي الإسلام محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليطبقها أمام المسلمين ويطبقونها معهم حتى الفوز بالجنة والنجاة من النار وهي فإذا فرغت من عمل ديني فانصب لعمل دنيوي وإذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني أخروي فمثلا فرغت من الصلاة فانصب نفسك للذكر والدعاء بعدها، فرغت من الصلاة والدعاء فانصب نفسك لدنياك، فرغت من الجهاد فانصب نفسك للحج. ومعنى هذا أن المسلم يحيا حياة الجد والتعب فلا يعرف وقتا للهو واللعب أو للكسل والبطالة قط وقوله إلى ربك فارغب ارغب بعد كل عمل تقوم به في مثوبة ربك وعطائه وما عنده من الفضل والخير إذ هو الذي تعمل له وتنصب من أجله فلا ترغب في غيره ولا تطلب سواه.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- بيان ما أكرم الله تعالى به رسوله محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شرح صدره ومغفرة ذنوبه ورفع ذكره.
2- بيان أن انشراح صدر2 المؤمن للدين واتساعه لتحمل الأذى في سبيل الله نعمة عظيمة.
3- بيان أن مع العسر يسرا دائما وأبدا، ولن يغلب عسر يسرين فرجاء المؤمن في الفرح دائم.
4- بيان أن حياة المؤمن ليس فيها لهو ولا باطل ولا فراغ لا عمل فيه أبدا ولا ساعة من الدهر قط وبرهان هذه الحقيقة أن المسلمين من يوم تركوا الجهاد والفتح وهم يتراجعون إلى الوراء في حياتهم حتى حكمهم الغرب وسامهم العذاب والخسف حتى المسخ والنسخ وقد نسخ إقليم الأندلس ومسخت أقاليم في بلاد الروس والصين حتى الأسماء غيرت.