بِالْمُؤْمِنِينَ} من الإلقاء في النار والارتداد عن الإسلام {شُهُودٌ} أي حضور, ولم يغيروا منكراً ولم يأمروا بمعروف. وقوله تعالى {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ} أي وما عابوا عنهم شيئا سوى إيمانهم بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض, فحسب العبد من الله هذه الصفات فأنها توجب الإيمان بالله وطاعته ومحبته وخشيته وهي كونه سبحانه وتعالى عزيزاً في انتقامه لأوليائه حميداً يحمده لآلائه ونعمه سائر خلقه مالكاً لكل ما في السموات والأرض ليس لغيره ملك في شيء معه وعلمه الذي أحاط بكل شيء دل عليه قوله وهو على كل شيء شهيد. فكيف ينكر على المؤمن إيمانه بربه ذي الصفات العلا. والجلال والجمال والكمال. سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك. وقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ1 وَالْمُؤْمِنَاتِ} أي فتنوهم عن دينهم فأحرقوهم بالنار {ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} بعد فتنتهم للمؤمنين والمؤمنات {فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَْ} جزاء لهم. {وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} عذاب جهنم في الدار الآخرة وعذاب الحريق في الدنيا. فقد روي أنهم لما فرغوا من إلقاء المؤمنين في النار والمؤمنون كانت تفيض أرواحهم قبل وصولهم إلى النار فلم يحسوا بعذاب النار والكافرون خرجت لهم النار من الأخاديد وأحرقتهم فذاقوا عذاب الحريق في الدنيا, وسيذوقون عذاب جهنم في الآخرة هذا بالنسبة إلى أبدانهم أما أرواحهم فإنها بمجرد مفارقة الجسد تلقى في سجين مع أرواح الشياطين والكافرين وقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا2} بالله وعملوا الصالحات أي آمنوا بالله رباً وإلهاً وعبدوه بأداء فرائضه وترك محارمه {لَهُمْ جَنَّاتٌ} أي بساتين {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} أي من تحت أشجارها وقصورها. وقوله تعالى {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} 3 حقا هو فوز كبير، لأنه نجاة من النار أولاً ودخول الجنة ثانياً. كما قال تعالى {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} .