وجواب إذا الأولى والثانية واحد وهو {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ1} أو ما أحضرت كما تقدم نظيره في التكوير والانفطار. وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الْإنْسَانُ} أي يا ابن آدم {إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ2 كَدْحاً} أي أنك عامل تعمل يوميا ليل ونهار إلى أن تموت وتلقى ربك إنك لا تبرح تعمل لا محالة وتكسب بجوارحك الخير والشر إلى الموت حيث تنتقل إلى الدار الآخرة وتلقى ربك وتلاقيه هذا يشهد له قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصحيح3 " كلكم يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" إذا فمن الخير لك أيها الإنسان المكلف أن تعمل خيراً تلاقي به ربك فيرضى عنك به ويكرمك إنك حقا ملاق ربك بعملك فأنصح لك أن يكون عملك صالحا وانظر إلى الصورة التالية {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} لأنه حوى الخير ولا شر فيه {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً4} ينظر في كتابه ويقرر هل فعلت كذا فيعترف ويتجاوز عنه وينقلب إلى أهله في الجنة وهم الحور العين والنساء المؤمنات والذرية الصالحة يجمعهم الله ببعضهم كرامة لهم وهو قوله تعالى {وَالَّذِينَ5 آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} {وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ} أي كتاب أعماله {وَرَاءَ ظَهْرِهِ} حيث تغل اليمنى مع عنقه وتخرج الشمال وراء ظهره ويعطى كتابه وراء ظهره {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً} أي ينادي هلاكه قائلا واثبوراه واثبوراه أي يا هلاكه احضر فهذا أوان حضورك {وَيَصْلَى6 سَعِيراً} أي ويدخل نار مستعرة شديدة الالتهاب ويصلى أيضا فيها تصلية أي ينضج فيها لحمه المرة بعد المرة وأبدا. والعياذ بالله وعلة ذلك وسببه هو {إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ} في الدنيا {مَسْرُوراً} لا يخاف الله ولا يرجوا الدار الآخرة يعمل ما يشاء ويترك ما يشاء {إنه ظن أن لن7 يحور} أي أنه لا يرجع حيا بعد موته ولا يحاسب ولا يجزى هذه علة هلاكه وشقائه فاحذروها