أولئك كتب في قلوبهم الإيمان: أي أثبت الإيمان في قلوبهم.

وأيدهم بروح منه: أي برهان ونور وهدىً.

رضي الله عنهم ورضوا عنه: أي رضي الله عنهم بطاعتهم إياه في الدنيا ورضوا عنه في الآخرة بإدخاله إياهم في الجنة.

ألا أن حزب الله هم المفلحون: أي ألا إن جند الله وأولياءه هم الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة.

معنى الآيات:

يخبر تعالى موجها المؤمنين مرشداً لهم إلى أقوم طريق وأكمل الأحوال فيقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} أي يخالفونهما في أمرهما ونهيهما وما يدعوان إليه من الدين الحق {أُولَئِكَ} أي المخالفون في زمرة الأذلين1 في الدنيا والآخرة. وقوله تعالى {كَتَبَ2 اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} أي كتب في اللوح المحفوظ وقضى بأن يغلب رسوله أعداءه بالحجة والسيف3. {إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} أي ذو قوة لا تقهر وعزة لا ترام فلذا قضى بنصرة رسوله على أعدائه مهما كانت قوتهم.

وقوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ4 بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} يقول تعالى لرسوله لا تجد أناساً يؤمنون بالله إيماناً صادقاً بالله رباً وإلهاً وباليوم الآخر يوادون بالمحبة والنصرة من حاد الله ورسوله بمخالفتهما في أمرهما ونهيهما وما يدعوان إليه من توحيد الله وطاعته وطاعة رسوله ولو كانوا أقرب قريب إليهم من أب أو أبن أو أخ أو عشيرة. وقوله تعالى {أُولَئِكَ كَتَبَ} أي الله تعالى في قلوبهم الإيمان أي أثبته وقرره فيها فهو لا يبرح ينير لهم طريق الهدى حتى ينتهوا إلى جوار ربهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015