وإيجادها. وقوله: {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} أي علمه بها وكتابته لها قبل خلقها وإيجادها في وقتها سهل على الله يسير. وقوله {لِكَيْلا تَأْسَوْا} أي أعلمناكم بذلك بعد قضائنا وحكمنا به أزلاً من أجل ألا تحزنوا على ما فاتكم مما تحبون في دنياكم من الخير، ولا تفرحوا بما آتاكم1 فرح الأشر والبطر فإنه مضر أما فرح الشكر فلا بأس به فقد ينعم الله على العبد ليشكره. وقوله: {وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ 2مُخْتَالٍ فَخُورٍ} يحذر أولياءه من خصلتين ذميمتين لا تنبغيان للمؤمن وهما الاختيال أي التكبر والفخر على الناس بما أعطاه الله وحرمهم. وقوله {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} هذا بيان لمن لا يحبهم الله وهم أهل الكبر والفخر بذكر صفتين قبيحتين لهم وهما البخل الذي هو منع الواجب والأمر بالبخل والدعوة إليه فهم لم يكتفوا ببخلهم فأمروا غيرهم بالبخل الذي هو منع الواجب وعدم بذله والعياذ بالله من هذه القبائح الأربع. وقوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّ} أي3 عن الإيمان والطاعة وعدم قبول وعظ الله وإرشاده {فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ} عن سائر خلقه لأن غناه ذاتي له لا يستمده من غيره {الْحَمِيدُ} أي محمود بجلاله وجماله وإنعامه على سائر عباده. وقوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا4 بِالْبَيِّنَاتِ} أي بالحجج القواطع وأنزلنا معهم الكتاب الحاوي للشرائع والأحكام التي يكمل عليها الناس ويسعدون وأنزلنا الميزان وذلك ليقوم الناس بالعدل أي لتقوم حياتهم على أساس العدالة والحق.

وقوله تعالى {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} أي وكما أنزلنا الكتاب للدين والعدل للدنيا أنزلنا الحديد لهما معاً للدين والدنيا فيما فيه من البأس الشديد في الحروب فهو لإقامة الدين بالجهاد {وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} إذ سائر الصناعات متوقفة عليه فهو للدنيا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015