على رفرف خضر: أي على وسائد أو بسط الواحدة رفرفة خضر جمع أخضر.
وعبقري حسان: أي طنافس جمع طنفسة بساط له خمل رقيق أي بسط حسان.
تبارك اسم ربك: أي تقدس وكثرت بركة اسم ربك الرحمن.
ذي الجلال والإكرام أي ذي العظمة والإكرام لأوليائه والإحسان إلى عباده.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في ذكر إنعام الله تعالى وإفضاله على عباده فقال {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه من السابقين وهاتان لمن خاف مقام ربه من أصحاب اليمين وقد يكون العكس كذلك والله أعلم بأي الجنتين أفضل, الله ارزقنا ما شئت منهما فإنا بعطائك رضوان ولك حامدون شاكرون فبأي آلاء ربكما تكذبان أي بأي إفضال وإنعام تكذبان؟ وقوله تعالى {مُدْهَامَّتَانِ} 1 مخضرتان إلى حد الاسوداد فإن الأخضر من الأشياء إذا اشتدت خضرته ضرب إلى السواد ويقال فيها مدهامة2 فبأي آلاء ربكما تكذبان أي بأي إنعام تكذبان يا معشر الجن والإنس {فِيهِمَا} في الجنتين {عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} أي فوارتان بالماء دائماً وأبداً، فبأي آلاء ربكما تكذبان بأي إفضال وإحسان تكذبان وقول الرحمن {فِيهِمَا} أي في الجنتين فاكهة ونخل 3 ورمان لفظ الفاكهة قد يعم النخل والرمان ويصبح ذكر النخل والرمان لمزيد فضيلة كذكر الصلاة الوسطى بعد ذكر الصلوات الخمس في قوله {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} لا بشيء من آلاء ربنا نكذب ربنا فلك الحمد. وقوله تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ4 حِسَانٌ} أي في الجنتين نساءهن خيرات جمع خيرة خيرات الأخلاق حسان الوجوه. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ أبمثل هذا الإنعام والإكرام على أولياء الرحمن تكذبان؟ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي5 الْخِيَامِ} إن أولئك الخيرات حور جمع حوراء وهي البيضاء, والحوراء كذلك من يغلب بياض عينيها سوادهما وهو من جمال النساء محبوسات في الخيام لا ينظرن إلى غير أزواجهن, والخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلا مضافة إلى قصورهم.