تكذبان. قول الرحمن: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ1} أي وفي تينك الجنتين نساء من الحور العين {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} أي العين على أزواجهن فلا ترى إلا زوجها أي فلا تنظر إلا إلى زوجها وتقول له وعزة ربي وجلاله وجماله ما أرى في الجنة شيئاً أحسن منك فالحمد لله الذي جعلك زوجي وجعلني زوجك.
وقوله {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} أي لم يجامعهن فيفتضهن قبل أزواجهن {إِنْسٌ وَلا جَانٌّ} أي لم يجامع الإنسية قبل زوجها الإنسي إنسي ولم يجامع الجنية قبل زوجها الجني جان فبأي آلاء ربكم تكذبان أبمثل هذا الإنعام تكذبان؟
وقوله {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ} أي في صفائهن {وَالْمَرْجَانُ} في بياضهن إذ الحوراء منهن يرى مخ ساقا تحت ثيابها كما يرى الخيط أو السلك في داخل الياقوتة لصفائها فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا العطاء والإنعام تكذبان.
وقوله عظم فضله وجل عطاؤه وهو الرحمن {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ} أي في الإيمان والطاعات من العبادات {إِلَّا الْإِحْسَانُ} 2 إليه بمثل هذا النعيم العظيم الذي ذكر في هذه الآيات. فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الإنس والجان فقولا: لا بشيء من آلاء ربنا نكذب فلك الحمد.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- فضل الخوف من الله تعالى وذلك كأن تعرض للعبد المعصية فيتركها خوفا من الله تعالى.
2- فضل نساء أهل الجنة في حبهن لأزواجهن بحيث لا ينظرن إلا إليهم.
3- بيان أن أفضل النساء في الدنيا تلك التي تقصر نظرها على زوجها فتحبه ولا تحب غيره من الرجال.
4- بيان أن الجن المتقين يدخلون الجنة ولهم أزواج كما للإنس سواء بسواء.
5- الإشادة بالإحسان وبيان جزائه والإحسان هو إخلاص العبادة لله والإتيان بها على الوجه الذي شرع أداؤها عليه، مع الإحسان إلى الخلق بكف الأذى عنهم وبذل الفضل لمن احتاجه منهم.