وكان ذلك عند الله فوزا عظيما: أي وكان ذاك الإدخال والتكفير للسيئات فوزا عظيما.
ويعذب المنافقين والمنافقات: والمشركين والمشركات أي يعذبهم بالهم والحزن لما يرون من نصرة الإسلام وعزة أهله.
الظانين بالله ظن السوء: أي أن الله لا ينصر محمداً وأصحابه.
عليهم دائرة السوء: أي بالذل والعذاب والهوان.
وكان الله عزيزا حكيما: أي كان وما زال تعالى غالبا لا يغلب حكيما في الانتقام من أعدائه.
معنى الآيات:
قوله تعالى {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} الآيات هذه فاتحة سورة الفتح التي قال فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لقد أنزلت علي سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً1 مُبِيناً} " وذلك بعد صلح الحديبية سنة ست من الهجرة وفي منصرفه منه وهو في طريقه عائد مع أصحابه إلى المدينة النبوية. وقد خالط أصحابه حزن وكآبة حيث صدوا عن المسجد الحرام فعادوا ولم يؤدوا مناسك العمرة التي خرجوا لها، وتمت أحداث جسام تحمل فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لا يقدر عليه من أولي العزم غيره فجزاه الله وأصحابه وكافاهم على صبرهم وجهادهم بما تضمنته هذه الآيات إلى قوله {وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً} فقوله تعالى {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} يا رسولنا {فَتْحاً مُبِيناً} أي قضينا لك بفتح مكة وخيبر وغيرهما ثمرة من ثمرات جهادك وصبرك وهو أمر واقع لا محالة وهذا الصلح بادية الفتح فاحمد ربك واشكره ليغفر لك بذلك وبجهادك وصبرك ما تقدم من2 ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك بنصرك على أعدائك وعلى كل من ناوأك، ويهديك صراطاً مستقيما أي ويرشدك إلى طرق لا اعوجاج فيه يفضي بك وبكل من يسلكه إلى الفوز في الدنيا والآخرة وهو الإسلام دين الله الذي لا يقبل دينا سواه. وينصرك الله نصراً عزيزا أي وينصرك ربك على أعدائك وخصوم دعوتك نصرا عزيزا إي ذا عز لا ذل معه هذه أربع عطايا