وقوله تعالى: {أَهُمْ1 خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّع2ٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} ؟ انهم ليسوا بخير منهم بأي حال لا في المال ولا في الرجال فكما أهلكناهم نهلك هؤلاء، وأهلكنا الأولين لأنهم كانوا مجرمين أي على أنفسهم بالشرك والمعاصي، وهؤلاء مجرمون أيضاً فهم مستوجبون للهلاك وسوف يهلكون إن لم يتوبوا فيؤمنوا ويوحدوا ويطيعوا الله ورسوله.
وقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ} ما خلقناهما إلا بالحق {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} هذا دليل على البعث والجزاء إذ ليس من الحكمة أن يخلق الله الكون لا لشيء ثم يعدمه ولا شيء وراء ذلك هذا من اللعب والعبث الذي يننزه عنه العقلاء فكيف بواهب العقول جل وعز إنه ما خلق الكون إلا ليذكر فيه ويشكر فمن ذكره فيه وشكره أكرمه وجزاه بأحسن الجزاء، ومن تركه وكفره أهانه وجزاه بأسوء الجزاء وذلك يتم بعد نهاية هذه الحياة ووجود الحياة الثانية وهو يوم القيامة.
ولذا قال تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} أي إنً يوم القيامة لفصل القضاء والحكم بين الناس فيما اختلفوا من التوحيد والشرك، والبرور والفجور هو ميعادهم الذي يحضرون فيه أجمعين يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون أي يوم لا يكفي أحد قريب كابن العم عن أحد بدفع شيء من العذاب عنه، ولا بنصر بعضهم بعضاً كما كانوا في الدنيا، وقوله تعالى إلا من رحم الله أي لكن من رحم الله في الدنيا بالإيمان والتوحيد فإنه يرحمه في الآخرة فيشفع فيه ولياً من أوليائه إنه تعالى هو العزيز أي الانتقام من أعدائه الرحيم بأوليائه. والناس بين ولي الله وعدوه فأولياؤه هم المؤمنون المتقون وأعداؤه هم الكافرون الفاجرون.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- تقرير عقيدة البعث والجزاء.
2- الإجرام هو سبب الهلاك والدمار كيفما كان فاعله.
3- تبع الحميرى كان عبدا3 صالحا ملكاً حاكماً وكان قومه كافرين فأهلكهم الله وأنجاه ومن معه