لكل صبار شكور: أي صبار عن المعاصي شكور للنعم.
وإذا غشيهم موج: أي علاهم وغطاهم من فوقهم.
كالظلل: أي كالجبال التي تظلل من تحتها.
فمنهم مقتصد: أي بين الكفر والإيمان بمعنى معتدل في ذلك ما آمن ولا كفر.
كل ختار كفور: أي غدار كفور لنعم الله تعالى.
معنى الآيات:
ما زال السياق في تقرير التوحيد وإبطال الشرك والكفر قال تعالى {أَلَمْ تَرَ (1) } أي ألم تعلم أيها النبي أن الله ذا الألوهية على غيره {أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} بإدخال جزء منه في النهار {وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} أي بإدخال جزء منه في الليل وذلك بحسب الفصول السنوية {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} (2) يسبحان في فلكيهما لمنافع الناس إلى أجل مسمى أي إلى وقت محدد معين عنده سبحانه وتعالى وهو يوم القيامة، وأن الله تعالى بما تعملون خبير، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم صالحها وفاسدها وسيجزيكم بها وقوله {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ} أي ذلك الإيلاج لليل في النهار والنهار في الليل وتسخير الشمس والقمر، وعلم الله تعالى بأعمال العباد ومجازاتهم عليها قاطع لكل شك بأن الله هو إله الحق، وأن ما يدعون من دونه من أوثان هو الباطل (3) ، وقاطع بأن الله تعالى ذا الألوهية الحقة هو العلي الكبير أي ذو العلو المطلق الكبير الذي ليس شيء أكبر منه إذ هو رب كل شيء ومالكه والقاهر له والمتحكم فيه لا إله إلا هو ولا رب سواه.
وقوله تعالى {أَلَمْ تَرَ} يا محمد {أَنَّ الْفُلْكَ} أي السفن {تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ} تعالى على خلقه حيث يسّر لها أسباب سيرها وجريها في البحر وهي تحمل السلع والبضائع