فرأوه مصفراً: أي رأوا النبات والزرع مصفراً للجائحة التي أصابته وهي ريح الدبور المحرقة.

لظلوا من بعده يكفرون: أي أقاموا بعد هلاك زرعهم ونباتهم يكفرون نعم الله عليهم السابقة.

إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا: أي ما تسمع إلا المؤمنين بآيات الله.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر مظاهر قدرة الله تعالى في الكون قال تعالى: {اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ (1) } أي ينشئها ويبعث بها من أماكن وجودها فتثير تلك الرياح سحاباً أي تزعجه وتحركه فيبسطه تعالى في السماء كيف يشاء من كثافة وخفة وكثرة وقلة، {وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً (2) } أي قطعا فترى أيها الرائي الودق أي المطر يخرج من خلاله أي من بين أجزاء السحاب. وقوله {فَإِذَا أَصَابَ بِهِ} أي بالمطر {مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي المصابون بالمطر في أرضهم. {إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} أي يفرحون. {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ} أي المطر {مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (3) } أي مكتئبين حزينين قانطين وقوله تعالى {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ} أي فانظر يا رسولنا إلى آثار رحمة الله أي إلى آثار المطر كيف ترى الأرض قد اخضرت بعد يبس وحييت بعد موت. فإذا رأيت ذلك علمت أن الذي أحيا الأرض بعد موتها قادر على أن يحيي الموتى من قبورهم وذلك يوم القيامة وقوله {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} تعليل لعظم قدرته وأنه قادر على إحياء الموتى وعلى فعل كل شيء أراده. وقوله {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً} أي وعزتنا وجلالنا لئن أرسلنا ريحاً فيه إعصارٌ فيه نار فأحرقت تلك النباتات وأيبسها فرآها أولئك الذين هم بالأمس فرحون فرح بطر بالغيث {يَكْفُرُونَ} بربهم أي يقولون: ما هو كفر من ألفاظ السخط وعدم الرضا وذلك لجهلهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015