معنى الآيات:
قوله سبحانه وتعالى في هذا السياق: {فَسُبْحَانَ (1) اللهِ..........} الآية. لما بين تعالى بدء الخلق ونهايته باستقرار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار وهذا عمل يستوجب تنزيهه تعالى عما لا يليق بجلاله وكماله كما يستلزم حمده، ولما كانت الصلوات الخمس تشتمل على ذلك أمر بإقامتها في المساء والصباح والظهيرة والعشيّ فقال تعالى: {فَسُبْحَانَ (2) اللهِ} أي سبحوا الله {حِينَ تُمْسُونَ} أي تدخلون في المساء وهي صلاة المغرب والعشاء {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} أي تدخلون في الصباح وهي صلاة الصبح. وقوله تعالى {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يخبر تعالى أن له الحمد مستحقا لها دون سائر خلقه في السموات والأرض. وقوله {وَعَشِيّاًً (3) } معطوف على قوله {حِينَ تُصْبِحُونَ} أي وسبحوه في العشي. وهي صلاة العصر {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} أي وسبحوه حين تدخلون في الظهيرة وهي صلاة الظهر.
وقوله تعالى {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ (4) } أي ومن مظاهر الجلال والكمال الموجبة لحمده وطاعته والمقتضية لقدرته على بعث عباده ومحاسبتهم ومجازاتهم أنه يخرج الحي كالإنسان من النطفة والطير من البيضة والمؤمن من الكافر {وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} كالنطفة من الإنسان والبيضة من الدجاجة وسائر الطيور التي تبيض. وقوله {وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} أي ومن مظاهر وجوده وقدرته وعلمه ورحمته أيضاً أنه يحيى الأرض بالمطر بعد موتها بالجدب والقحط فإذا هي رابية تهتز بأنواع النباتات والزروع وقوله {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (5) } أي وكإخراج الحي من الميت والميت من الحي وكإحيائه الأرض