إنها ساءت مستقراً ومقاماً: أي بئست مستقراً وموضع إقامة واستقرار.

لم يسرفوا ولم يقتروا: أي لم يبذروا ولم يضيقوا.

وكان بين ذلك قواماً: أي بين الإسراف والتقتير وسطاً.

التي حرم الله: وهي كل نفس آدمية إلا نفس الكافر المحارب.

إلا بالحق: وهو واحد من ثلاث: كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل ظلم وعدوان.

يلق أثاماً: أي عقوبة شديدة.

يبدل الله سيئاتهم حسنات: بأن يمحو بالتربة سوابق معاصيهم، ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم.

معنى الآيات:

لما أنكر المشركون الرحمن {قالوا وما الرحمن} وأبوا أن يسجدوا للرحمن، وقالوا أن محمداً ينهانا عن الشرك وهو يدعو مع الله الرحمن فيقول يا الله يا رحمن، ناسب لتجاهلهم هذا الاسم الرحمن أن يذكر لهم صفات عباد الرحمن ليعرفوا الرحمن بعباده على حد "خيركم من إذا رُؤي ذُكر الله" فقال تعالى {وعباد الرحمن1} ووصفهم بثمان صفات وأخبر عنهم بما أعده لهم من كرامة يوم القيامة. الأولى في قوله {الذين يمشون على الأرض هوناً2} أي ليسوا جبابرة متكبرين، ولا عصاة مفسدين ولكن يمشون متواضعين عليهم السكينة والوقار، {وإذا خاطبهم الجاهلون} أي السفهاء بما يكرهون من القول قالوا قولاً يسلمون3 به من الإثم فلم يردوا السيئة بالسيئة ولكن بالحسنة.

الثانية: في قوله {والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً} أي يقضون ليلهم بين السجود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015