إن هم إلا كالأنعام: أي ما هم إلا كالأنعام في عدم الوعي والإدراك.

معنى الآيات:

قوله تعالى {وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا} يخبر تعالي رسوله عن أولئك1 المشركين المكذبين بالبعث أنهم إذا رأوه في مجلس أو طريق ما يتخذونه إلا هزواً أي مهزوءاً به احتقاراً وازدراءً له فيقولون فيما بينهم، {أهذا الذي بعث الله2 رسولاً} وهو استفهام احتقار وازدراء لأنهم لا يعتقدون أنه رسول الله ويقولون {إن كاد ليضلنا عن آلهتنا} أي يصرفنا عن عبادة آلهتنا لولا أن صبرنا وثبتنا على عبادتها. وهذا القول منهم ناتج عن ظلمة الكفر والتكذيب بالبعث وقوله تعالى {وسوف يعلمون حين يرون العذاب} في الدنيا أو في الآخرة أي عندما يعاينون العذاب يعرفون من كان أضل سبيلا هم أم الرسول والمؤمنون، وفي هذا تهديد ووعيد بقرب عذابهم وقد حل بهم في بدر فذلوا وأسروا وقتلوا وتبين لهم أنهم أضل سبيلاً من النبيّ وأصحابه. وقوله تعالى لرسوله وهو يسليه ويخفف عنه آلام إعراض المشركين عن دعوته {أرأيت3 من اتخذ إلهه هواه} أخبرني عمن جعل معبوده هواه فلا يعبد غيره فكلما اشتهى شيئاً فعله بلا عقل ولا روية ولا فكر فقد يكون لأحدهم حجر يعبده فإذا رأى حجراً أحسن منه عبده وترك الأول فهذا لم يعبد إلا هواه وشهوته فهل مثل هذا الإنسان الهابط إلى مستوى دون البهائم تقدر على هدايته يا رسولنا؟ {أفأنت تكون عليه وكيلاً} أي حفيظاً تتولى هدايته أم أنك لا تقدر فاتركه لنا يمضي فيه حكمنا.

وقوله {أم تحسب} أيها الرسول أن أكثر هؤلاء المشركين يسمعون4 ما يقال لهم ويعقلون ما يطلب منهم إن هم إلا5 كالأنعام فقط بل هم أضل6 سبيلاً من الأنعام إذ الأنعام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015