يرجون لقاءنا1} وهم المكذبون بالبعث المنكرون للحياة الثانية بكل ما فيها من نعيم وعذاب {لولا أنزل علينا الملائكة} أي هلا أنزل الله علينا الملائكة تشهد لمحمد بالنبوة {أو نرى2 ربنا} فيخبرنا بأن محمداً رسوله وأن علينا أن نؤمن به وبما جاء به ودعا إليه. قال تعالى {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً3} أي وعزتنا وجلالنا لقد استكبر هؤلاء المشركون المكذبون بالبعث في شأن أنفسهم ورأوا أنهم شيء كبير وعتوا أي طغوا طغياناً كبيراً في قولهم هذا الذي لا داعي إليه إلا الشعور بالكبر، والطغيان النفسي الكبير، وقوله {يوم يرون الملائكة} أي الذين يطالبون بنزولهم عليهم، وذلك يوم القيامة. لا بشرى يومئذ للمجرمين أي الذين أجرموا على أنفسهم فأفسدوها بالشرك والظلم الفساد: {ويقولون} أي وتقول لهم الملائكة {حجراً محجوراً} أي حراماً4 محرماً عليكم البشرى بل هي للمؤمنين المتقين.

وقوله تعالى {وقدمنا5 إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء6 منثوراً} أي وعمدنا إلى أعمالهم التي لم تقم على مبدأ الإيمان والإخلاص والموافقة للشرع فصيرناها هباءً منثوراً كالغبار الذي يرى في ضوء الشمس الداخل مع كوة أو نافذة لا يقبض باليد ولا يلمس بالأصابع لدقته وتفرقه فكذلك أعمالهم لا ينتفعون منها بشيء لبطلانها وعدم الاعتراف بها.

وقوله تعالى {أصحاب الجنة} أي أهلها الذين تأهلوا لها بالإيمان والتقوى يومئذ أي يوم القيامة الذي كذب به المكذبون خير مستقراً أي مكان استقرار وإقامة وأحسن مقيلا7

طور بواسطة نورين ميديا © 2015