أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم، أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه} بوكالة وغيرها، {أو صديقكم1} وهو من صدقكم المودة وصدقتموه فيها مادام الرضا حاصلاً، وان لم يحضروا ولا استئذان2 وإن حضروا. ورفع تعالى عنهم حرجاً آخر وهو أن منهم من كان يتحرج في الأكل وحده، ويرى أنه لا يأكل إلا مع غيره وقد يوجد من يتحرج أيضاً في الأكل الجماعي خشية أن يؤذي الآكل معه فرفع تعالى ذلك كله بقوله: {وليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً} أي مجتمعين3 على قطعة واحدة4 {أو أشتاتاً} أي متفرقين كل يأكل وحده متى بدا له ذلك وهذا كله ناجم عن تقواهم لله تعالى وخوفهم من معاصيه إذ قد حرم عليهم أكل أموالهم بينهم بالباطل في قوله: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} .
وقوله تعالى: {فإذا دخلتم5 بيوتاً فسلموا على أنفسكم} فأرشدهم إلى ما يجلب محبتهم وصفاء نفوسهم ويدخل السرور عليهم وهو أن من دخل بيتاً من البيوت بيته كان أو بيت غيره عليه أن يسلم على أهل البيت قائلاً السلام عليكم، وإن كان البيت ما به أحد أو كان مسجداً قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وقوله: {تحية من عند الله} إذ هو تعالى الذي أمر بها وأرشد إليها وقوله {مباركة} أي ذات بركة تعود على الجميع وكونها طيبة أن نفوس المسلم عليهم تطيب بها.
وقوله تعالى: {كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون} أي كذلك البيان الذي بين لكم من الأحكام والآداب يبين الله لكم الآيات الحاملة للشرائع والأحكام رجاء أن تفهموا عن الله تعالى شرائعه وأحكامه فتعملوا بها فتكملوا وتسعدوا عليها.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- الإذن العام في الأكل مع ذوي العاهات بلا تحرج من الفريقين.