{كَافَّةً} 1: جميعاً لا يتخلف عن الدخول في الإسلام2 أحد، ولا يترك من شرائعه ولا من أحكامه شيء.
{خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} : مسالكه في الدعوة إلى الباطل وتزيين الشر والقبح.
{فَإِنْ زَلَلْتُمْ} : وقعتم في الزلل3 وهو الفسق والمعاصي.
{الْبَيِّنَاتُ} : الحجج والبراهين.
{هَلْ يَنْظُرُونَ} : ما ينظرون: الاستفهام للنفي.
الظلل: جمع ظلة: ما يظلل من سحاب أو شجر ونحوهما.
{الْغَمَامِ} : السحاب الرقيق الأبيض.
معنى الآيتبن:
ينادي الحق تبارك وتعالى عباده المؤمنين آمراً إياهم الدخول في الإسلام دخولاً شمولياً، بحيث لا يتخيرون بين شرائعه وأحكامه ما وافق مصالحهم وأهواءهم قبلوه وعملوا به، وما لم يوافق ردوه أو تركوه وأهملوه، وإنما عليهم أن يقبلوا شرائع الإسلام وأحكامه كافة، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان في تحسين القبيح وتزيين المنكر، إذ هو الذي زين لبعض مؤمني أهل الكتاب تعظيم السبت وتحريم أكل الإبل بحجة أن هذا من دين الله الذي كان عليه صلحاء بني إسرائيل فنزلت هذه الآية فيهم تأمرهم وتأمر سائر المؤمنين بقبول كافة شرائع الإسلام وأحكامه، وتحذرهم من عاقبة اتباع الشيطان فإنها الهلاك التام وهو ما يريده الشيطان بحكم عداوته للإنسان. هذا ما تضمنته الآية (208) ، أما الآية الثانية (209) فقد تضمنت أعظم تهديد وأشد وعيد لمن أزله الشيطان فقبل بعض شرائع الإسلام ولم يقبل البعض الآخر، وقد عرف أن الإسلام حق، وشرائعه أحق فقال تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} يحملها كتاب الله القرآن ويبينها رسول الله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن الله سينتقم