معنى الآية الكريمة:
روى أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم سألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلين: ما بال الهلال يبدوا دقيقاً، ثم يزيد حتى يعظم ويصبح بدراً، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما كان أول بدئه؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ} وأمر رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقول لهم: هي مواقيت للناس، وعلة بدءها صغيرة ثم تتكامل ثم تنقص حتى المحاق: هي أن يعرف الناس بها مواقيتهم التي يؤقتونها لأعمالهم1 فبوجود القمر على هذه الأحوال تعرف عدة النساء وتعرف الشهور، فنعرف رمضان2 ونعرف شهر الحج ووقته، كما نعرف آجال العقود في البيع والإيجار، وسداد الديون وما إلى ذلك. وكان الأنصار في الجاهلية إذا أحرم أحدهم بحج أو عمرة وخرج من بيته وأراد أن يدخل لغرض خاص لا يدخل من الباب حتى لا يظله نجف الباب فيتسور الجدار ويدخل من ظهر البيت لا من بابه وكانوا يرون هذا طاعة وبراً، فأبطل الله تعالى هذا التعبد الجاهلي بقوله عز وجل: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ} . بر أهل التقوى والصلاح. وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها فقال: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} ، وأمرهم بتقواه عز وجل ليفلحوا في الدنيا والآخرة. فقال: {وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
هداية الآية الكريمة
من هداية الآية:
1- أن يسأل المرء عما ينفعه ويترك السؤال3 عما لا يعنيه.
2- فائدة الشهور القمرية عظيمة إذ بها تعرف كثير من العبادات.
3- حرمة الابتداع في الدين4 ولو كان برغبة في طاعة الله تعالى وحصول الأجر.
4- الأمر بالتقوى المفضية إلى فلاح العبد ونجاته في الدارين.