كبر عليكم مقامي: أي عظم عليكم مقامي بينكم أدعو إلى ربي.

فأجمعوا أمركم: أي اعزموا عزماً أكيداً.

غمّة: أي خفاء ولبساً لا تهتدون منه إلى ما تريدون.

ثم اقضوا إلي: أي انفذوا أمركم.

ولا تنظرون: أي ولا تمهلون رحمة بي أو شفقة علي.

فإن توليتم: أي أعرضتم عما أدعوكم إليه من التوحيد.

في الفلك: أي في السفينة.

خلائف: أي يخلف الآخر الأول جيلاً بعد جيل.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في طلب هداية المشركين بالرد على دعاواهم وبيان الحق لهم وفي هذه الآيات يأمر الله تعالى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقرأ عليهم طرفاً من قصة نوح مع قومه المشركين الذين كانت حالهم كحال مشركي العرب سواء بسواء وفي قراءة هذا القصص فائدتان الأولى تسلية الرسول وحمله على الصبر، والثانية تنبيه المشركين إلى خطإهم، وتحذيرهم من الاستمرار على الشرك والعصيان فيحل بهم من العذاب ما حل بغيرهم قال تعالى: {واتل عليهم نبأ نوح} 1 أي خبره العظيم الشأن وهو قوله لهم {يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي} 2 أي عظم وشق عليكم وجودي بينكم أدعوكم إلى الله، وتذكيري إياكم بآيات الله، فإني3 توكلت على الله فأجمعوا أمركم أي اعزمرا عزماً أكيداً وادعوا أيضاً شركاءكم للاستعانة بهم، ثم أحذركم أن يكون أمركم عليكم غمة أي4 خفياً ملتبساً عليكم فيجعلكم تترددون في إنفاذ ما عزمتم عليه، ثم اقضوا5 إليَّ ما تريدون من قتلي أو نفعي ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015