المقدم: اليوم الثامن هو يوم التروية، نريد أن نتعرف على معنى كونه يوم التروية؟ وماذا يفعل الحاج فيه؟ الشيخ: هذا هو أول أيام الحج الذي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم من أحل منهم من العمرة أهل بالحج في هذا اليوم، أما النبي صلى الله عليه وسلم فكان قد بقي على إحرامه لأنه قد ساق الهدي معه، فأتى منىً قبل الظهر وصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يقصر في الرباعية صلوات الله وسلامه عليه.
واختلف في سبب تسميته بيوم التروية، والأظهر أنهم كانوا يكثرون فيه من التروي من الماء وحمله حتى يأخذونه معه إلى عرفه، هذا اليوم لم يقل أحد، قد يكون في أقوال شاذة، لكن الذي عليه العلماء كافة أنه لم يقل أحد بوجوبه، لكنه سنة من أعظم السنن.
والإنسان إذا أراد عظيم الأجر وجزيل المثوبة والحج المبرور فليتأس ما أمكن بنبينا صلى الله عليه وسلم، فيصلي في منى الظهر ركعتين في وقتها، والعصر ركعتين في وقتها، والمغرب ثلاث ركعات في وقتها، والعشاء ركعتين في وقتها، وكذلك فجر اليوم التاسع ركعتين في وقتها، ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى نوافل كثيرة في هذا اليوم.
لو قدر أن الإنسان تأخر كأن أبطأت به السيارة أو نام، فله أن يجمع؛ لأنه في سفر، لكن الأفضل أن يصلي الصلاة في وقتها ويقصر الرباعية منها، لكنه لو اضطر إلى أن يجمع جمع تقديم أو جمع تأخير فلا حرج إجماعاً؛ لأن هذا سفر ونسك في نفس الوقت، فلا حرج عليه، لكن كما قلت: يتقيد بالسنة ما أمكن.
يتوجه إلى عرفة بعد طلوع الشمس من اليوم التاسع.
والنبي صلى الله عليه وسلم بقي في مسجد الخيف من متى، وهو وسط منى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلى في مسجد الخيف سبعون نبياً).
ونحن نوصي الحجاج بأن يسعوا قدر الإمكان أن يصلوا في مسجد الخيف، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى جميع فروضه في منى في مسجد الخيف، وليس هذا واجباً ولا ملزماً ولم يقل أحد فيما أعلم بلزومه، لكن لا شك أن التأسي بسنته صلى الله عليه وسلم خير عظيم.