- وختمت أيضاً بهذا الوصف {آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقالوا سَمِعنا وَأَطَعنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيكَ المَصيرُ}. وهذا أيضاً إيمان بالغيب.
- وذلك لأن الإيمان بالغيب أساس الدِّين، فإن استقر في قلب العبد، اطمأَنَّ العبدُ وسَكَنتْ نَفْسُه، وصدَّق بموعود ربه، وخاف وعيده، وصبر على أقداره، حتى يكون عبداً ربَّانياً كما يحب الله ويرضى.
الاستخلاف في الأرض بمنهج الله تعالى:
وقد عرضت السورة وبينت هذا (الهدف) وهذا (المنهج) بترتيب بديع وتسلسل رائع يصل إلى القلوب والعقول بسلاسة ويُسر.
بدأت السورة بتقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام (مؤمنين، كافرين، منافقين)، مع توضيح صفات كل منهم كما في الآيات (20: 2).
تجارب الاستخلاف في الأرض:
التجربة الأولى: عرضت السورة أول تجربة استخلاف في الأرض متمثلة في أبينا (آدم عليه السلام)، فكانت بمثابة التمهيد، ومن خلال هذه التجربة تبين لنا الآيات عداوة إبليس القديمة وأنه لا يدَّخر وقتاً ولا جهداً لمحاربتنا وإغوائنا هو وقبيلُه، فنحن إذاً في حرب شرية ولا نجاة لنا منها ولا