المحتمل أن تفقد تلك الثروة العلمية الكبيرة عن موضوع من أجل وأعظم موضوعات العلوم الإسلامية، فعلى كل طالب علم مسلم أن يحيي ابن هشام وأن يستغفر الله له ويطلب له الرحمة على هذا العمل الجليل، وتلك المكرمة العلمية التي طوق بها أعناق العلماء.

وإذا كان ابن هشام قد اضطر -كما قال- لحذف أشياء من أصل الكتاب -للدواعي والأسباب التي ذكرها- فإنه لمن حسن حظنا أن كثيرًا مما حذفه ابن هشام، ذكره المؤرخون الآخرون في كتبهم -وبصفة خاصة عمدة المؤرخين المسلمين وإمامهم محمد بن جرير الطبري- وقد قام أحد الباحثين الأوروبيين المحققين؛ وهو الأستاذ يوسف هوروفيتش بتلخيص محتويات سيرة ابن إسحاق الأصلية، في ضوء نص سيرة ابن هشام، إضافة إلى النصوص التي ذكرها المؤرخون الآخرون، في كتابه المعنون: "المغازي الأولى ومؤلفوها" وهذا الكتاب القيم هو مرجعنا الأساسي في تلك المعلومات، فمؤلفه يقول: "وإذا عنينا بهذا الفقرات المحفوظة، في مقتطفات ليست في نص ابن هشام، وصلنا إلى الصورة التالية لمنهج ابن إسحاق.

أ- التاريخ الجاهلي: وهو القسم الأول من كتاب ابن إسحاق، والذي يسميه المبتدأ، والذي ينقسم إلى أربعة فصول، يتناول أولها الوحي قبل الإسلام، منذ خلق الله العالم، حتى عيسى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015