يصلي في قبره فقلت للذي معي ألا تراه قال اسكت فلما سوينا عليه وفرغنا أتينا ابنته فقلنا لها ما كان عمل ثابت قال وما رأيتم فأخبرناها فقالت كان يقوم الليل خمسين سنة فإذا كان السحر قال في دعائه اللهم إن كنت أعطيت أحدا الصلاة في قبره فأعطينها فما كان الله ليرد ذلك الدعاء.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن بشر حدثنا سليمة بن شبيب حدثنا حماد الحفار قال دخلت المقابر يوم الجمعة فما انتهيت إلى قبر إلا سمعت فيه قراءة القرآن.
وروى أبو الحسن في كتاب "الروضة" عن عبد الله به محمد عن منصور حدثني إبراهيم الحفار قال حفرت قبرا فبدت لبنة فشممت رائحة المسك حين انفتحت اللبنة فإذا شيخ جالس في قبره يقرأ القرآن.
وروى هبة الله الطبري اللالكائي الحافظ في كتاب "شرح السنة" بإسناده عن يحيى بن معين قال قال لي حفار مقابر أعجب ما رأيت من هذا المقابر أني سمعت في قبر أنينا كأنين المريض وسمعت من قبره المؤذن وهو يجيبه من القبر.
وروى الحافظ أبو بكر الخطيب بإسناده عن عيسى بن محمد الطوماري قال رأيت أبا بكر بن مجاهد المقرئ في النوم كأنه يقرأ وكأني أقول مت وتقرأ فكأنه يقول لي كنت أدعو الله في دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ في قبره.
وحدثني المحدث أبو الحجاج يوسف السرمدي حدثنا شيخنا أبو الحسن علي بن الحسين السامري خطيب سامرا وكان رجلا صالحا وأراني موضعا من قبور سامرا فقال هذا الموضع لا يزال يسمع منه قراءة سورة تبارك.
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت بإسناده فيه نظر عن الحسن أنه سئل عن الرجل يموت ولم يتعلم القرآن يبلغ درجة أهل القرآن فبكى الحسن وقال هيهات هيهات وأني له بذلك ثم قال بلغني أن المؤمن إذا ما ت ولم يأخذ من القرآن أمر حفظته أن يعلموه القرآن في قبره حتى يبعثه الله يوم القيامة مع أهله،
وبإسناده عن يزيد الرقاشي قال بلغني أن المؤمن إذا مات وقد بقي عليه شيء من القرآن لم يتعلمه بعث إليه ملائكة يحفظونه ما بقي عليه منه.