كما كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على تعليم من جهل منهن أمراً من أمور الدين والرفق بهن، وعدم مؤاخذتهن. ومن ذلك ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتقي الله واصبري".
قالت: "إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه". فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين. فقالت: لم أعرفك.
فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى " (?) .
قال العلامة العيني رحمه الله: "فيه ما كان عليه الصلاة والسلام من التواضع والرفق بالجاهل، وترك مؤاخذة المصاب، وقبول اعتذاره" (?) . وكان لتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم باللطف مع المرأة الأثر الكبير في نفسها. فهذا التعامل بالرفق واللين مع المرأة ولَّد لديها محبةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومهابة. ومما يؤيد ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: فلما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم قيل لها: "إنه رسول الله، فأخذها مثل الموت. فأتت بابه ... الحديث" (?) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح قول أنس بن مالك رضي الله عنه "فأخذها مثل الموت" أي: من شدة الكرب الذي أصابها لما عرفت أنه صلى الله عليه وسلم؛ خجلاً منه ومهابة (?) .
فحسن تعامل المعلم مع طلابه والرفق بهم، والأخذ بأيديهم يُوَلِّد لديهم