كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم من أشكل عليها أمراً، وأثار لديها تساؤلاً، حيث عَلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها، حينما أشكل عليها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر لتعارضها ظاهراً مع نهيه صلى الله عليه وسلم. فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنها ثم رأيته يصليها حين صلى العصر، ثم دخل عليّ وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه، قولي له: "تقول لك أم سلمة: يا رسول الله سمعتك تنهى عن هاتين، وأراك تصليها". فإن أشار بيده فاستأخري عنه.
ففعلت الجارية، فأشار بيده، فاستأخرت عنه. فلما انصرف، قال: "يا ابنة أمية سألت عن الركعتين بعد العصر وإنه أتاني أناس من عبد القيس، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان" (?) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وفيه الفحص عن الجمع بين المتعارضين (?) فأم سلمة رضي الله عنها استشكلت ما ظهر لها من خلاف بين قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، فأثار لديها تساؤلاً، أجاب عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون هناك مجال لظن".
فالطالب إذا أشكل عليه أمر فظهر له الخلاف بين القول والفعل أو الفعل والأمر، ينبغي له المسارعة بسؤال المعلم، فإنه بالسؤال يسلم من إرسال الظن السيئ بتعارض الأفعال والأقوال (?) .