ويلاحظ أن الهزج يدخله الكف كثيرًا فتصير مفاعيلن إلى مفاعيلُ، وقد اجتمع الكف في تفاعيل هذا البيت كلها ما عدا الضرب:
فهذان يذودان ... وذا عنْ كَثَبٍ يَرْمِي
تقطيعه:
فهذان
...
يذودان
...
...
وذا عن ك
...
ثبن يرمي
مفاعيل
...
مفاعيل
...
...
مفاعيل
...
مفاعيلن
كما يلاحظ: أن مجزوء الوافر إذا عصبت جميع تفاعيله اشتبه بالهزج؛ لأن مفاعلتن فيه تصير إلى مفاعيلن. فإذا اتفق ذلك في جميع القصيدة صحَّ اعتبارها من مجزوء الوافر، أو من الهزج، ولكن حملها على الهزج أولى؛ لأنَّ هذا الوزن فيه أصليٌّ، ومثال ذلك قول الشاعر:
ألا ليْلُكَ لا يذهب ... ونِيطَ الطَّرْفُ بالكوكب
وهذا الصبح لا يأتي ... ولا يدنو ولا يقرب
فجميع التفاعيل في البيتين على وزن مفاعيلن؛ ولا يدرى هل هي أصيلة لم يطرأ عليها ما صيرها إلى هذا الوزن أم هي معصوبُ مفاعلتن؟ والأوْلَى عدّ البيت من الهزج؛ لما ذكرنا من أنه الأصل في هذا الوزن.