وقول أبو العتاهية:
هي الأَيَّام والعَبرُ ...
وأمر الله ينتظر
أتيأس أن ترى فرجًا
...
فأين الله والقدر
والضرب الثاني مجزوء: مثل العروض ولكنه معصوب وتصير فيه مفاعلتن
إلى مفاعلْتن وتحول إلى مفاعيلن؛ كقول الشاعر:
رُقَيَّة تيمت قلبي ...
فواكبدي من الحب
تقطيعه:
رقية تي
...
يمت قلبي
...
...
فواكبدي
...
من لحبي
مفاعلتن
...
مفاعيلن
...
...
مفاعلتن
...
مفاعيلن
وبعده:
نهاني إخوتي عنها ...
وما بالقلب من عتب
ومثله:
تهدَّدني أبو خَلَفٍ ...
وعن أوتاره ناما
بسيف لأبي صُفْرَ
...
ة لا يقطع إبهاما
كأن الورس يعلوه
...
إذا ما صدره قامَا
ويلاحظ أن دخول العصب في هذا البحر كثير وحسن، وقد رأيت أنَّه دخل في العروض المجزوءة في الأبيات السابقة، وهذا لا يمنع وصف صحتها؛ لأنه زحاف غير ملازم، ومثال العَصْب الذي دخل جميع حشو البيت قول الشاعر:
إذا لم تستطع شيئًا فدعه ...
وجاوزه إلى ما تستطيع
ولهذا البيت قصة: وهي أن شخصًا طلب من الخليل أن يعلمه العروض، فأقام مدة يختلف إليه ولم يحصل شيئًا، وقد أعيا الخليل أمره، ولم ير أن يجابهه بالمنع، فقال له يومًا: قطع قول الشاعر؛ وذكر له البيت، وذكر له البيت ففهم الرجل أنه يصرفه عن طلب العروض بلطفٍ.