متمثلة في دوائر العروض وفي بحور الشعر، فكشف بذلك عن موسيقى الشعر العربي وأوزانه.

2- وهكذا ولد ونشأ الخليل في وطنه عمان، وبين قبيلته الأزد. وتنقل في البوادي لكسب المعرفة باللغة، والرواية لها، والجمع لشواردها ولهجاتها.

وإلى البصرة حط الرحال بين أبناء عمومته من الأزد المقيمين فيها، والذين يعملون في التجارة، ويجمعون بين ثقافة البادية وعلم الحاضرة1؛ وقيل: إنّ معظم سكان البصرة كانوا من الأزد، وبخاصة أن البصرة أصبحت المدينة التي استوطنها العلم، وكثرت فيها مدارسه، وتياراته، واتجاهاته ... ففي البصرة نشأ التصوف على يدي الحسن البصري، ونشأ التأليف في المعاجم كما نرى عند الخليل وكتابه العين، ونشأ النحو العربي ممثلًا في كتاب سيبويه2، كان الخليل سيد أهل الأدب في تصحيح القياس واستخراج مسائل النحو وتعليله، فقد كان ماهرًا في القياس، وبه علل النحو "200:2 المزهر"، ونشأ العروض والمعجميات على يدي الخليل بن أحمد.

وكما أخذ الخليل عن علماء البصرة تتلمذ عليه: سيبويه والنضر بن شميل والأصمعي، وسواهم. ومن شيوخه: أبو عمرو بن العلاء، وعاصم الأحول، وسواهما ... وكان الخليل يوصف بأنه أذكى العرب3 ونقل السيوطي عن محمد بن سلام سمعت مشايخنا يقولون: لم يكن للعرب أذكى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015