"إن لكل أمة أجلا، وإن لأمتي مائة سنة، فإذا مرت على أمتي مائة سنة أتاها ما وعد الله"1.

أما الأسباب المرضية فيمكن التدخل بها إيجابا، وسلبا مثلما يمكن التدخل في أسباب صحة الأفراد وأمراضهم ووفاتهم. ويحتاج العاملون في ميادين -إخراج الأمة- ورعايتها إلى التمييز بين "أسباب" مرض الأمم، و"مراحله" و"أعراضه". "فالأسباب" المرضية تكون "فكرية" أساسها ما في الأنفس من معتقدات وقيم وثقافات. أما "الأعراض" فتكون سياسية واقتصادية واجتماعية، وأما "المراحل" فتكون "حضارية". والخلط بين الأسباب والأعراض، والمراحل يتسبب في الاضطراب والارتباك في ميادين التربية، والدعوة والمعالجة فيشتغل المعالجون بالأعراض بدل الأسباب، أو يخطئون ترتيب الأسباب والمراحل، أو يخطئون في استعمال وسائل العلاج وطرائقه، أو يخطئون في توفير المؤسسات اللازمة لذلك هكذا.

والرسول -صلى الله عليه وسلم- يوجه إلى أسباب مرض الأمة وموتها، وإلى أعراض هذا المرض ومراحله في أحاديث كثيرة، ومتنوعة مستهدفا تحريك -إرادات- المسلمين لاستعمال قدراتهم العقلية، والحسية للبحث في الأسباب وتشخيص الأعراض، وتحديد وسائل العلاج كما نرى ذلك في مكانه من البحث.

ويتحدث -صلى الله عليه وسلم- عن مراحل صحة الأمة ومرضها، ووفاتها فيقول: "إن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة، ثم يكون رحمة وخلافة، ثم كائن ملكا عضوضا، ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا في الأرض، يستحلون الحرير والفروج والخمور، ويرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عز وجل" 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015