ثانيًا: تقدير قيمة العمل اليدوي، وتربية المسلم عليه وتدريبه على مهاراته:
لا بد للتربية الإسلامية أن تجتهد في تنمية حب العمل -خاصة اليدوي منه- وجعله من محاور القيم في الأمة، واعتباره الوسيلة الكريمة للعيش الكريم حتى لا يفسح المجال للوسائل غير الكريمة، التي تنال من عنصر -الإيواء- وتفسده. ولا بد للتربية الإسلامية أن تنفر من العجز والكسل اللذين عززهما قيم العصبية القبلية التي تجيز الغزو، وتحتقر العمل وتجعله من مهام الخدم، والعبيد والمستضعفين. فالعجز مبغوض من الله ورسوله. ومن أمثال ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل ليلوم على العجز، قابل من نفسك الجهد، فإن غلبت فقل: توكلت على الله وحسبي الله ونعم الوكيل" 1.
وقوله أيضا: "خير الكسب كسب يدي العامل إذا نصح" 2.
وقوله كذلك: "إن الله يحب المؤمن المحترف" 3.
وسئل -صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أزكى؟ قال: "كسب المرء بيده" 4.
وعن أنس بن مالك قال:
جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فشكا إليه الفاقة. ثم رجع فقال يا رسول الله: لقد جئتك من عند أهل بيت ما أراني أرجع إليهم حتى يموت بعضهم! قال فقال له:
- "انطلق هل تجد من شيء"!