ولقد وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عملهم هذا بقوله:

"إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم في المدينة جمعوا ما عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموا بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم" 1، 2.

أي هم على سنتي وهم النموذج الذي يمثل هذه السنة.

ولا شك أن كلا من الآية والحديث المذكورين يشير إلى أن الأصل في الاقتصاد الإسلامي هو ضمان حاجات الأمة مجتمعة. ولذلك يتوجب على التربية الإسلامية أن تضع في محور القيم الاقتصادية التي تميها وجوب الاقتداء بأمثال "فقه الأشعريين" و"فقه علي بن أبي طالب" و"فقه أبي ذر وسالم بن الجعد" من الصحابة بهدف بلورة -علم اقتصاد إسلامي ونظم اقتصادية إسلامية قادرة على إعادة التوازن في حاجات الأمة، كلما نزلت بالأمة أزمات اقتصادية أو حدثت في صفوفها فروق طبقية، وهو الأمر الذي عزم الخليفة عمر بن الخطاب على فعله حينما قال: عزمت على أخذ فضول أموال أغنيائهم ورها إلى فقرائهم.

والواقع أن تربية الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمجتمع الذي بناه قامت على جعل هذا التوازن الاقتصادي محور الحياة الاجتماعية؛ لأنه يجسد المظهر الاجتماعي للعبادة. وهذا المظهر هو محور صدق العبادة كما تم تفصيل ذلك في كتاب -فلسفة التربية الإسلامية- والأمثلة لهذه السياسة النبوية كثيرا جدًّا. ومن أمثلتها قوله -صلى الله عليه وسلم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015