{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34] .
هناك تفاسير متنوعة تتكامل جميعها لتقرر وجوب انتفاع الأمة كلها بمصادر الثروة، وعدم احتكارها من قبل فئات أو عائلات أو طبقات معينة.
ففريق على رأسه -علي بن أبي طالب- يرون أن الكنز هو كل ما زاد عن أربعة آلاف درهم أوديت فيه الزكاة أم لم تؤد.
وفريق على رأسه -أبو ذر الغفاري، وسالم بن الجعد -يرون أن كل ما زاد من المال عن حاجة صاحبه فهو كنز.
وفريق على رأسه -عبد الله بن عمر- يرون أن -الكنز- هو كل مال وجبت فيه الزكاة ولم تؤد زكاته1، 2.
ولقد قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأشعريين نموذجا يجسد -الإيواء- ويمثل التطبيق الأمثل لمبدأ المشاركة العامة بالثروة. والأشعريون هم جماعة من المسلمين ينسب إليهم الصحابي أبو موسى الأشعري. ولقد كان من "فقههم" لـ"الإيواء" والمشاركة العامة في الثروة أنهم لا يكنزون شيئا دون بعضهم البعض. فإذا انتابهم قحط في أيام السلم أو حلت بهم ضائقة اقتصادية في أيام الحرب جمعوا ما عندهم من الماء والغذاء، ثم اقتسموه بالتساوي.