والإحساس بهذه الفجوة المعرفية دفع بعض الجامعات العربية إلى استعمال اللغات الأجنبية مباشرة في التدريس رغم ما في ذلك من أخطار الانصهار الثقافي، والاضطراب الاجتماعي.

ويرتبط الأمر الثاني بالأول ارتباطا وثيقا، وهو أن المؤسسات والإدارات التربوية القائمة في الأقطار العربية، والإسلامية تلقن هذه الأهداف التربوية المستوردة تلقينا يشبه تلقين النصوص المقدسة، ويتجاهل الظروف الاجتماعية والعلمية والمرحلة الحضارية، التي صاحبت هذه الأهداف في مواطن نشأتها. وهي تهمل تحليل الدوافع التي رافقت استيراد هذه الأهداف، والنتائج التي تولدت عن هذا الاستيراد، ولا تدري شيئًا عن المراجعات الجارية لهذه الأهداف عند أهلها وواضعيها.

ومن الطريف أن الذين يقومون بمهمة النقد، والتحليل للآثار المترتبة على استيراد الأهداف المذكورة هم من خارج الأقطار العربية والإسلامية، ومن خارج العالم الثالث كله، بل هم من المختصين التربويين في أوربا وأمريكا. ومثال ذلك البحث المدهش الذي قام به -مارتن كارنوي- عام 1974 بعنوان:

صلى الله عليه وسلمducation as Cultural Imperialism

أي: "التربية كأداة للاستعمار الثقافي".

ومثله الكتاب الذي أخرجه عام 1982 -ربروت ف. آرنوف- بعنوان: Philanthropy and Cultral Imperialism

أي: "المساعدات الخيرية والاستعمار الثقافي".

وكذلك الكتاب الذي أخرجه -إدوارد هـ. برمان- عام 1983 عنوان:

The Influence of the Carnegie, Ford and Rockefeller Foundations on the صلى الله عليه وسلمmerican Policy: the Ideology of Philanthropy.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015