يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} ، وأن فرعون رد على هذا الرجل: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 27-29] ويروي القرآن كذلك قصة السحرة -أو الإعلاميين عند فرعون- الذين، حين رأوا الآيات البينات، تحدوا فرعون حين هددهم بالصلب وتقطيع الأعضاء وقالوا له: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه: 72] .

ويذكر القرآن أيضًا أن دعوة موسى دخلت دوائر القصر الفرعوني حتى ضمت زوجة فرعون، التي ضحت بنعيم القصر ودعت الله أن يعوضها قصرًا بدله في الجنة.

وفي المقابل يروي القرآن الكريم إن عصابة فرعون التي عارضت دعوة موسى قد ضمت في قيادتها مترفا عاتيا من قوم موسى، ومن سلالة إسرائيل الدموية هي قارون الذي وقف مع فرعون وهامان صفا واحدا: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ، إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} [غافر: 23، 24] . ويضيف القرآن تفاصيل دقيقة عن قارون هذا فيقول: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ} وإن كان لديه {مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} وإن قومه قالوا له حين أظهر البطر والطغيان: {لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ، وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} . فرد عليهم بصفاقة وصلف: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أي خبرة بأعمال التجارة والاستثمار، وأنه استمر في طغيانه حتى نزل به عقاب الله وخسفه، فدمرت قصوره وهلكت نفسه [القصص: 76-82] .

وإذا كان القرآن يسمي الخارجين مع موسى بني إسرائيل؛ فلأن المدلول القرآني لـ"بنو" و"آل" يعني أتباع المعتقد لا سلالة الدم كما ذكر ذلك الطبري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015