الفصل الخامس عشر: بدء ظاهرة "الأمة المسلمة" ونشأتها

بدأ الإعداد لظاهرة "الأمة المسلمة" برسالة إبراهيم الذي وصفه القرآن الكريم {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] .

ولقد جاء مفهوم "الأمة الإسلامية" كحلقة في سلسلة الرسالات السماوية التي توازت مع تطور المجتمعات البشرية. فحين بدأ الاجتماع البشري بطور الأسرة جاءت الرسالة أسرية كرسالة آدم عليه السلام. وحين انتقل الناس إلى طور القبيلة والقرية جاءت الرسالات قبلية وقروية كرسالات صالح وهود. وحين انتقلت المجتمعات إلى طور -القوم- جاءت الرسلات قومية كرسالة نوح عليه السلام.

ومفهوم "القوم" هذا يقابله في اللغة الإنكليزية مصطلح People، وهو مفهوم دموي يستمد محتواه من روابط الدم حين بدأ الإنسان ينتقل من حياة التجوال الفردي إلى طور التجوال الأسري، والقبلي وتكونت نتيجة لذلك ظاهرة "القوم" في الطور الرعوي للبشرية.

أما مفهوم "الشعب" فيقابله في اللغة الإنكليزية مصطلح Natiom. وهو مفهوم جغرافي يستمد محتواه من الروابط الجغرافية حين بدأت القبائل، والأقوام تنتقل من طور الرعي إلى طور الزراعة، والاستقرار في رقعة الأرض التي تحددها قوة الأقوام المتجمعة.

وانتقال المجتمعات البشري من طور إلى طور كان يتسم لفترات طويلة جدا بالتناقض والاضطراب، والتمزق بين قيم ومفاهيم الطور السابق المنحدرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015