وأما حديث عبد العزيز بن عمر فأخرجه أحمد (15934) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله البصري مولى بني هاشم ثنا محمد بن عبد الله بن عُلاَثة ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ثنا خالد بن اللجلاج أنَّ أباه حدّثه قال: بينما نحن في السوق إذ مرَّت امرأة تحمل صبيًا، فثار الناس وثُرْتُ معم، فانتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول لها: "من أبو هذا؟ " فسكتت، فقال: "من أبو هذا؟ " فسكتت، فقال شاب بحذائها: يا رسول الله: إنها حديثة السِّنِّ، حديثة عهد بِخزْية، وإنها لن تخبرك، وأنا أبوه يا رسول الله، فالتفت إلى من عنده كأنهم يسألهم عنه، فقالوا: ما علمنا إلا خيراً أو نحو ذلك، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَحْصَنْتَ؟ " قال: نعم، فأمر برجمه، فذهبنا فحفرنا له حتى أمكنَّا، ورميناه بالحجارة حتى هَدَأَ، ثم رجعنا إلى مجالسنا، فبينما نحن كذلك، إذا أنا بشيخ يسأل عن الفتى، فقمنا إليه، فأخذنا بتلابيبه، فجئنا به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: يا رسول الله، إنَّ هذا جاء يسأل عن الخبيث! فقال: "مَهْ، لهو أطيبُ عند الله ريحاً من المسك"
قال: فذهبنا فأعنّاه على غسله وحنوطه وتكفينه، وحفرنا له، ولا أدري أذكر الصلاة أم لا.
ولم ينفرد أبو سعيد مولى بني هاشم به بل تابعه أبو علي حَرَمي بن حفص العَتَكي القَسْمَلِي ثنا محمد بن عبد الله بن علاثة به.
أخرجه أبو داود (4435) والنسائي في "الكبرى" (7184 و7203) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2050) وابن قانع (3/ 11) والطبراني (19/ 219) وأبو نعيم في "الصحابة" (5929) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 520) من طرق عن حرمي به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد العزيز، تفرد به ابن علاثة"
قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن عدي: حسن الحديث وأرجو أنه لا بأس به.
وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.
والباقون ثقات.
1342 - (6136) قال الحافظ: وفي حديث أبي الفيل عند الترمذي: "لا تشتمه" (?)