بعده مثل أبي داود سواء، وهذه رواية ابن المبارك عنده. وأخرجه من رواية يحيي القطان فأحال به على رواية ابن المبارك فقال نحوه إلا أنّه قال له في الثانية أنت مزكوم، وفي رواية شعبة قال يحيي القطان، وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي قال له في الثالثة أنت مزكوم، وهؤلاء الأربعة رووه عن عكرمة بن عمار وأكثر الروايات المذكورة ليس فيها تعرض للثالثة. ورجح الترمذي رواية من قال في الثالثة على رواية من قال في الثانية. وقد وجدت الحديث من رواية يحيى القطان يوافق ما ذكره النووي وهو ما أخرجه قاسم بن أصبغ في مصنفه وابن عبد البر (17/ 326) من طريقه قال: حدثنا محمد بن عبد السلام: حدثنا محمد بن بشار: حدثنا يحيي القطان: حدثنا عكرمة فذكره بلفظ "عطس رجل عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس فقال له في الثالثة "أنت مزكوم" هكذا رأيت فيه ثم عطس فشمته. وقد أخرجه الإِمام أحمد (4/ 50) عن يحيي القطان ولفظه "ثم عطس الثانية والثالثة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "الرجل مزكوم". وهذا اختلاف شديد في لفظ هذا الحديث لكن الأكثر على ترك ذكر التشميت بعد الأولى. وأخرجه ابن ماجه (3714) من طريق وكيع عن عكرمة بلفظ آخر قال "يشمت العاطس ثلاثا فما زاد فهو مزكوم" وجعل الحديث كله من لفظ النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وأفاد تكرير التشميت وهي رواية شاذة لمخالفة جميع أصحاب عكرمة بن عمار في سياقه ولعل ذلك من عكرمة المذكرر لما حدث به وكيعا فإنّ في حفظه مقالا، فإن كانت محفوظة فهو شاهد قوى لحديث أبي هريرة" (?).

4713 - عن أم سلمة قالت: عطس رجل عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الحمد لله، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- "يرحمك الله" وعطس آخر فقال: الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه، فقال "ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة".

قال الحافظ: أخرج أبو جعفر الطبري في "التهذيب" بسند لا بأس به عن أم سلمة: فذكره" (?).

4714 - حديث ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب امرأة من قومه يقال لها: سودة، وكان لها خمسة صبيان أو ستة من بعل لها مات، فقالت له: ما يمنعني منك إلا أن لا تكون أحبّ البرية إليّ إلا أني أكرمك أن تضغو هذه الصبية عند رأسك، فقال: "يرحمك الله، إنّ خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالح نساء قريش".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015