فأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 266) والطبراني في "الكبير" (7868) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 77) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 324) من طريق مُعَان بن رفاعة الشامي ثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية من سراياه، قال: فمرّ رجل بغار فيه شيء من ماء، قال: فحدّث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار، فيقوته ما كان فيه من ماء، ويصيب ما حوله من البقل، ويتخلى من الدنيا.
قال: لو أني أتيت النبي-صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له، فإن يأذن لي فعلت، وإلا لم أفعل، فأتاه فقال: يا نبي الله، إني مررت بغار فيه ما يقوتني من الماء والبقل، فحدثتني نفسي بأن أقيم فيه، وأتخلى من الدنيا، قال: فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية، وإنّما بعثت بالحنيفية السمحة، والذي نفس محمد بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله -عز وجل- خير من الدنيا وما فيها، ومقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة"
وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني، ومعان بن رفاعة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وأما حديث عمران فأخرجه الدارمي (2401) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ثني يحيى بن أيوب عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران مرفوعا "مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة الرجل ستين سنة"
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 73 - 74) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد" (ص 64)
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (139) والبزار (3509) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5874) وابن الأعرابي (ق 224 / ب) والطبراني في "الكبير" (18/ 168) و"الأوسط" (8703) وابن عدي (4/ 1524) والحاكم (2/ 68) والبيهقي (9/ 161) وفي "الشعب" (3926 و 3927) من طرق عن عبد الله بن صالح به (?).
قال البزار: لا نعلم يرويه بهذا اللفظ إلا عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقا أحسن من هذا، ولا نعلم رواه عن يحيى إلا أبو صالح، ولا عن هشام إلا يحيى، ولا يعرف إلا من حديث هشام، ويحيى ثقة، وأبو صالح فقد روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه"