وهذه طرق يقوي بعضها بعضا فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا.

وقد روى النسائي من طريق حماد عن ثابت عن أنس هذه القصة مختصرة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- كان له أمة يطؤها فلم تزل به حفصة وعائشة حتى حرّمها فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم:1] الآية" (?)

حديث عمر أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 386) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم- لحفصة "لا تخبري أحدا وإنّ أمّ إبراهيم عليّ حرام" فقالت: أتحرّم ما أحل الله لك، قال "فوالله لا أقربها" قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، قال: فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] "

قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه "المستخرج".

قلت: وهو كما قال.

وحديث أبي هريرة أخرجه العقيلي (4/ 155)

عن أحمد بن عبد الله بن سليمان الصنعاني

والطبراني في "الأوسط" (2337)

عن إبراهيم بن محمد بن بَرَّة الصنعاني

قالا: ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء أنا موسى بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن عمه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمارية القبطية سُرِّيَّته ببيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي من بين بيوت نساءك: قال "فإنّها عليّ حرام أن أمسّها يا حفصة، واكتمي هذا عليّ" فخرجت حتى أتت عائشة فقالت: يا بنت أبي بكر، ألا أبشرك؟ فقالت: بماذا؟ قالت: وجدت مارية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فقلت: يا رسول الله، في بيتي من بين بيوت نساءك؟ وبي تفعل هذا من بين نساءك؟ فكان أول السرور أن حرّمها على نفسه، ثم قال لي "يا حفصة, ألا أبشرك؟ " فقلت: بلى بأبي وأمي يا رسول الله. فأعلمني أنّ أباك يلي الأمر من بعده، وأنّ أبي يليه بعد أبيك فذكر الحديث وفيه طول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015