فاستأذنته فأذن لي، فقلت: يا رسول الله، إنّ بالباب امرأة (?) من بني تميم، وقد سألتني أن أحملها إليك، قال "يا بلال ائذن لها" فدخلت، فلما جلست قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "هل بينكم وبين تميم شيئًا؟ " قلت: نعم، وكانت لنا الدائرة (?) عليهم، فإن رأيت أن تجعل الدهناء بيننا وبينهم حاجزا فعلت، قال: تقول المرأة (?): فإلي أين يضطر مضرك يا رسول الله؟ قال: قلت: إنّ مَثَلي مثل ما قال الأول: مِعزى حملت حتفها، وحملتك تكونين عليّ خصما، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وما وافد عاد؟ " قلت: على الخبير سقطت، إنّ عادا قحطت، فبعثت (?) من يستسقي لها، فبعثوا رجالا، فمروا على بكر بن معاوية بمكة، فسقاهم الخمر، وتغنتهم الجرادتان شهرا، ثم (?) فصلوا من عنده، حتى أتوا جبال مهرة فدعوا، فجاءت سحابات، وكلما جاءت سحابة قال: اذهبي إلى كذا، حتى جاءت سحابة، فنودي: خذها رمادا رِمْدَدَا، لا تدع من عاد أحدا، فسمعه وكتمهم حتى جاءهم العذاب. فأقبل الذين أتاهم فأتى جبال مهرة، فصعد فقال: اللهم إني لم أجئك لأسير فأفاديه، ولا لمريض فأشفيه، فاسق عادا ما كنت مسقيه (?)، فرفعت له سحابات، فنودي منها: اختر، فجعل يقول: اذهبي (?) إلى بني فلان، اذهبي إلى بني فلان، فمرّت آخرها سحابة سوداء فقال: اذهبي إلى عاد، فنودي منها: خذها رمادا رمددا، لا تدع من عاد أحدا، قال: وكتمهم والقوم عند بكر بن معاوية يشربون، قال: وكره بكر بن معاوية أن يقول لهم من أجل أنّهم عنده، وأنّهم في طعامه، قال: فأخذ في الغناء وذكرهم.
أخرجه أحمد (3/ 481) وفي "العلل" (2/ 75) عن أبي بكر بن عياش مختصرا إلى قوله: عمرو بن العاص قدم من غزاة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3328 و 3329) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2093أ) عن أحمد بن جعفر القَطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل به.