الحسن قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أغلق بابه" فذكر الحديث بنحوه، وقال: غريب ويروى عن غير وجه عن عمرو بن مرة. وذكر البخاري أنّه عمرو بن مرة الجهني، وكأنه سلف البغوي في ذلك، وفيه نظر فإنّ سند الحديثين مختلف وكذا سياق المتن، وقد جزم غير واحد بأنّه غيره" الإصابة 12/ 18 - 19
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وإسناده شامي صحيح"
قلت: وهو كما قال، لكن اختلف فيه على القاسم بن مخيمرة، فرواه الذيال بن حرملة الكوفي عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا.
أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2193) عن عبد الله بن داود الخُرَيبي ثنا فِطر عن الذيال به.
والأول أصح، وللذيال ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
الثاني: يرويه محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي قال: أخبرني أبو المعطل مولى بنى كلاب وكان قد أدرك معاوية بن أبي سفيان قال: أقبل رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له: أبو مريم غازيا حتى بلغ الحفير، قال: ولا أعلم إلا قال لنا أبو المعطل: وقد استأذن أبو مريم على معاوية بدمشق حين مَرّ بها فلم يجد أحدا يأذن له، فلما بلغ الحفير ذكر حديثا سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجع حتى أتى باب معاوية، فقال لبعض من عليه: أما منكم أحد رشيد يقول لأمير المؤمنين: ههنا أخوك أبو مريم، فقال معاوية: ويحكم أوحبستموه، فائذنوا له، فلما دخل عليه قال: ههنا ههنا يا أبا مريم، فقال أبو مريم: إني لم أجئك طالب حاجة ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أغلق بابه دون ذوي الفقر والحاجة أغلق الله عن فقره وحاجته باب السماء"
أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 54) والطبراني في "الأوسط" (?) وابن عساكر كما في "الإصابة" (12/ 19)
وقال الطبراني: كان أبو المعطل من الثقات"
وقال أبو زرعة: ما نعرفه إلا في هذا الحديث، ولم يرو عنه غير محمد بن شعيب"