وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر"

أخرجه ابن سعد (4/ 228) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (12/ 125) وفي "مسنده" (المطالب 4074) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 4074) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا أبو أمية بن يعلى عن أبي الزناد به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1555) من طريق يعقوب بن إبراهيم العبدي ثنا يزيد بن هارون به.

قال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة أبي أمية بن يعلى" مختصر الإتحاف 9/ 287

قلت: اسمه إسماعيل وهو ضعيف جدا (اللسان 1/ 445 و 7/ 12)

الثاني: يرويه عمر بن صبيح الكندي عن الأحنف بن قيس عن أبي هريرة مرفوعا "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، وإن أردتم أن تنظروا إلى شبه الناس بعيسى بن مريم زهدا وبرا ونسكا فعليكم به"

أخرجه العقيلي (3/ 176) من طريق حسين بن عيسى بن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن عمر بن صبيح به.

وقال: عمر بن صبيح ليس بالقائم، وليس بمعروف بالنقل، ولا يبين سماعه من الأحنف"

وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وأما حديث علي فيرويه شريك بن عبد الله النخعي عن الأعمش واختلف عنه:

- فقال بشر بن مهران الخصاف: ثنا شريك عن الأعمش عن زيد- هو ابن وهب- قال: قال علي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 172)

وقال: غريب من حديث الأعمش، تفرد به بشر عن شريك"

قلت: وبشر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: ترك أبي حديثه وأمرني أن لا أقرأ عليه حديثه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015