بعضهم بعضا فسباني ناس بعد أن عرفت مولدي وأهلي فباعوني فأخذت بلسانهم يعني لسان الروم.
ورواه الحاكم أيضا وأحمد وأبو يعلى وابن سعد والطبراني من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أنه كان يكنى أبا يحيى ويقول: إنه من العرب ويطعم الكثير، فقال له عمر، فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني، وإني رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل، ولكن سبتني الروم غلاما صغيرا بعد أنْ علقت قومي وعرفت نسبي، وأما الطعام فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.
ورواه الطبراني من طريق زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر حتى دخلنا على صهيب، فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس: فقال عمر: ما له يدعو الناس؟ فقيل له: إنما يدعو غلامه يحنس، فقال: يا صهيب، ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال، فذكر نحوه وقال فيه: وأما انتسابي إلى العرب فإنّ الروم سبتني وأنا صغير وإني لأذكر أهل بيتي، ولو أني انفلقت عن روثة لانتسبت إليها. فهذه طرق تقوي بعضها بعضا" (?)
حسن
وله عن صهيب طرق:
الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب واختلف عن محمد بن عمرو:
- فقيل: عن محمد بن عمرو بن علقمة ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لصهيب: ما وجدت عليك في الإسلام إلا ثلاثة أشياء: اكتنيت أبا يحيى وقال الله - عز وجل -: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7] قال: إنّه قال: وإنّك لا تمسك شيئا إلا أنفقته، قال: إنّه قال: وإنك تدعى إلى النمر بن قاسط وأنت من المهاجرين ممن أنعم الله عليه (?)، فقال صهيب: أما القول أني تكنيت أبا يحيى فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا يحيى، وأما القول أني لا أمسك شيئا إلا أنفقته فإن الله تعالى يقول {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]، وأما القول أني أدعى إلى النمر بن قاسط فإنّ العرب تسبي بعضها بعضا فسباني طائفة من العرب بعد أن عرفت أهلي ومولدي فباعوني بسواد الكوفة فأخذت لسانهم ولو كنت من روثة (?) ما انتسبت إلا إليها، قال: صدقت.