يلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزهير بن محمد لا يحتج به إذا خالفه غيره وقد صحف فجعل كنيته اسمه وكذلك فعل كل من قال فيه عبد الله لأنّه أبو عبد الله.
والصواب ما قاله مالك فيه في رواية مطرف وإسحاق بن عيسى الطباع ومن رواه كروايتهما عن مالك في قولهم في عبد الله الصنابحي أنّ كنيته أبو عبد الله واسمه عبد الرحمن.
ثم بعد أنْ ذكر قولي ابن معين اللذين تقدما قال: صدق ابن معين ليس في الصحابة أحد يقال له عبد الله الصنابحي وإنما في الصحابة الصنابح الأحمسي وهو الصنابح بن الأعسر كوفي روى عنه قيس بن أبي حازم أحاديث منها حديثه في الحوض، ولا في التابعين أيضا أحد يقال له عبد الله الصنابحي فهذا أصح قول من قال إنه أبو عبد الله لأنّ أبا عبد الله الصنابحي مشهور في التابعين كبير من كبرائهم واسمه عبد الرحمن بن عسيلة وهو جليل كان عبادة بن الصامت كثير الثناء عليه"
وقالت طائفة: هو عبد الله الصنابحي، واختلفوا في صحبته، فقالت طائفة منهم: له صحبة.
وممن قال بذلك:
1 - الحاكم. المستدرك 1/ 130 (?)
2 - ابن معين. تاريخ العباس الدوري 2/ 339
3 - السراج البلقيني.
قال: إعلم أنّ جماعة من الأقدمين نسبوا الإمام مالكا إلى أنّه وقع له خلل في هذا الحديث باعتبار اعتقادهم أنّ الصنابحي في هذا الحديث هو عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله، وإنما صحب أبا بكر الصديق - رضي الله عنه -، وليس الأمر كما زعموا، بل هذا صحابي غير عبد الرحمن بن عسيلة، وغير الصنابحي بن الأعسر الأحمسي، وقد بينت ذلك بيانا شافيا في تصنيف لطيف سميته "الطريقة الواضحة في تبيين الصنابحة"، فلينظر ما فيه فإنّه نفيس" حاشية الأم 1/ 130
4 - ابن سعد.
ذكره فيمن نزل الشام من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر له هذا الحديث وفيه التصريح بسماع الصنابحي من النبي - صلى الله عليه وسلم -.